د.عبد الرحمن بيسكي
Dr. A Rahman Bisky
الدكتور عبد الرحمن بيسكي 1935 - 2012: طبيب و سياسي سوري من مواليد مدينة حماة ١٩٣٥، تخرج من كلية الطب في جامعة دمشق عام ١٩٦١ و انخرط فور تخرجه في الشأن العام حيث بدأ مسيرته الوطنية لتأسيس قطاع صحي في محافظة حماة
أسس مستشفى حماة الوطني و تسلّم رئاسته حيث كان أحد أهم مشافي القطر آنذاك
مدير الصحة لثلاث مرّات حيث شهد القطاع الصحي في عهده قفزة كبيرة على مستوى المستشفيات و المستوصفات و المراكز الصحية و توظيف الكوادر الطبية و الإدارية
موظف أممي و طبيب في الأمم المتحدة
تَخصّص الدكتور عبد الرحمن بيسكي في الأمراض الداخلية، ثم تابع مسيرته العلمية ليتخصّص أيضاً بأمراض السكري من مستشفى جامعة برلين في ألمانيا ليكون بذلك من مؤسسي الجمعية الطبية السورية لداء السكري
مثّل الجمهورية العربية السورية في العديد من الاجتماعات و المؤتمرات و المحافل الدولية
حاز على أوسمة و شهادات تقدير على المستوى الوطني و العالمي تقديراً لجهوده في تحسين القطاع الصحي في سورية و محافظة حماة على وجه الخصوص
نشر باللغتين العربية و الانكليزية العديد من المقالات و الدراسات الطبية و السياسية و الفكرية التي نشرت في الصحف السورية و الدوريات و المجلات الطبية الأجنبية، كما استضافه التلفزيون السوري و إذاعة دمشق في لقائات سياسية و طبية
عُرِف عن الدكتور عبد الرحمن بيسكي جهوده في ادارة القطاع الصحي في محافظة حماة, فرغم الظروف المعقدة و التحديات الكبيرة إلّا أنّه استطاع مع فريق عمله المكون من خيرة الأطباء و الزملاء أن يؤسس لقطاع صحي متكامل بما يضم من مستشفيات و مستوصفات ومراكز صحية و كوادر مؤهلة على امتداد المحافظة
تَفرّغ في السنوات الأخيرة من حياته لتأليف كتاب طبّي حول الدَّاء السكري، و كتاب آخر حول مذكراته السياسية قبل أن توافيه المنيّة خلال زيارته لأبنائه في الإمارات بتاريخ الرابع من آذار ٢٠١٢ ، و بناءً على وصيته نُقِل جثمانه ليوارى الثرى في مسقط رأسه حماة.
المرحوم متزوج من الحاجّة ميادة الحواط وله ثلاثة أبناء و أربع بنات:
مهند (مستشار في حكومة أبوظبي, متزوج من السيدة زلفى نذير دويدري)
وائل (رجل أعمال في حماة, متزوج من الاستاذة كوثر صفوان علواني)
وسيم (مهندس معلوماتية و أكاديمي في هامبورغ, متزوج من الصيدلانية نوره عبدالسلام تركماني)
ديمة (مهندسة الكترون ومدرسة في الجامعة الدولية بدمشق, متزوجة من رجل الأعمال مأمون محمد الحلبي)
أروى (طبيبة أسنان و مدرسة في جامعة دمشق, متزوجة من الأستاذ الدكتور عزام مفيد أبو طوق "توفيت عام 2020")
ربى (طبيبة بشرية أخصائية أطفال في كندا, متزوجة من الصيدلاني طارق محمد تركماني)
أليسار (مهندسة معلوماتية في كندا, متزوجة من المهندس وسيم فواز شربك)
مدحه الدكتور الشاعر نذير السفّاف في قصيدته الشهيرة "أبو المهند" قائلاً:
برقت لكل مواطن آمال
و استبشرت بشفائها الأجيال
و سرت بصحتها الجسوم فلم
يعد للداء إدبار ولا إقبال
لما أطل ابو المهند رائساً
مشفى حماة بعلمه يختال
أخذت بمقدمة الامور مكانها
فأقيمت الأفعال لا الأقوال
و استنشق المرضى عبير حنانه
و تألقت من كفه الأفضال
ساد النظام فكل فرد عنده
مهما ارتقى ميزانه الأعمال
و تضافرت همم الجميع فلم يعد
لوساطة المتوسطين مجال
إني أتيت وجدته متجولا
لا يعتريه من النشاط ملال
متفقدا مرضاه غير مقصر
بعناية مهما اشتكوا و أطالُ
لا يشمئز اذا اتاه مراجع
بل انه مبتسم بذال
حتى غدا مشفى حماة بعهده
يكسوه من روح النعيم ظلال
يا أيها البيسكي حسبك رفعة
و مكانة في الأرض ليست تطال
ان الثناء عليك من كل الألى
عرفوك كل دقيقة ينهال
من ضم قلباً مثل قلبك قصرت
عن مجده الأمراء و الأبطال
سر في طريقك انك للأسد الذي
يحمي العرين واننا الاشبال
و كفاك مجداً ان نجمك قد بدا
برقت لكل مواطن آمال ...
و رثاه الدكتور الأديب أيمن الصباغ معزياً:
السادة الحضور, أحييكم تحية حزينة من قلب مكسور, و فكر مهموم, و دمع مستور, على فقد أخ و صديق, و زميل و مدير, هو من اجتمعنا لأجله هنا, الحاج الدكتور عبد الرحمن بيسكي أبو المهند, و أستسمحكم في ثلاث دقائق: لأقول في أولاها وصفا لخلقه و خلقه, مما عرف عنه من الاعتدال في صفاته, و من السمو في فعاله, مما يستحق عليه الذكر و الثناء, فقد اتصف بالهيبة دون إرباك, و بالوسامة دون إشغال, و بالأناقة دون افتضاح, و بالحزم دون حدة, و بالليونة دون ميوعة, و بالصدق دون قدح, و بالوضوح دون فضح, و بالكرم دون تبذير, و بالحرص دون تقتير, و بالشجاعة دون تهور, و بالحذر دون تقهقر, وبالإقبال على الدنيا دون إنغماس, و باعتماد المصلحة العامة دون إهمال للخاصة. وفي ثانيتها لأقول لأبنائه, عزائي لكم, أنني قلت في أبيكم حقا, دون زيادة أو نقصان, و عزاؤكم لي و للحاضرين, و نحن بكل يقين, شركاء في المصاب الأليم, أنكم تظهرون نفس الملمح و الصفات, تبدون لنا العزم في السير على خطاه, ضامنين بذلك دوام ذكراه, و مشاركين لنا في الطعام, في ثالث أيام تعزيته, لا تلذذا بأطايبه, ولكن إراحة للنفس, بإذعانه لسنة الكون, في استمرار الحياة, رغم فداحة المصاب. وفي الدقيقة الثالثة, لأخاطب المرحوم و أقول, يا أبا المهند, لقد غادرتنا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إليك, و لأمثالك من العقلاء في حماة, ألست أنت من شققت الأرض و خرجت, و درست فنجحت, و صبرت فنلت, و كافحت فأبليت, و عملت فأحسنت, وفهمت فوعيت, و شمخت فارتقيت, إلى آخر يوم من حياتك حيث فارقت, سريعاً عزيزاً كما شئت, كما أسررت لي مراراً و أمليت.
مرحومٌ أنت يا أبا مهند, مخلد في عقولنا, مخالط لدمائنا, فإلى جنة الخلد بإذن ربنا...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته